بقلم شيلا غيبونز
معلّقة في ومينز إي نيوز
تقول شيلا غيبونز انّ تغطية الحرب بدأت تلفت مزيداً من الإنتباه حول حريات النساء العراقيات التي تتلاشى. إلا أنّ هذه التغطية الإعلامية ليست كافية تماماً للتعبير عن هذا الإنتهاك.
من المحرر: مايلى هو تعليق من أحد قرراءنا. ما تم طرحه ما أراء هو معبر عن رأي المؤلف ولا يمثل بالتالي وجهة نظر وُمينز إي-نيوز
(ومينز إي نيوز)—إنّ السياسيين في واشنطن الذين يؤيدون الحرب على العراق يحبون التحدث عن كيف "يزرعون بذور الديموقراطية"، ويدعمون" الشعب الذي يحب الحرية" و "يحاربون الإرهابيين في شوارعهم لذا لا يتوجب علينا محاربتهم في شوارعنا".
إلا أنّهم نادراً ما يتكلّمون عن الحريات التي تزول بالنسبة إلى النساء العراقيات، اللواتي يعتبرن أنّ الديموقراطية هدف متراجع بالنسبة إلى وضعهن. فتُدّمر حياتهن على أيدي السفاحين في الشوارع الذين لا تأمل الولاية المتحدة وعدد حلفائها المتضائل بالسيطرة عليهم.
فالتغطية الإعلامية لهذا الإنتهاك ليست كافية.
فقد سألتني المرأة التي كانت تقصّ شعري عن الموضوع الذي أعمل عليه حالياً فذُهلت عندما أخبرتها عن العدد القليل لكن القوي للمقالات والنصوص عبر التلفزيون والراديو التي قرأتها وهي تصف مضايقة النساء من قبل الأصوليين الذين يتوقون إلى رؤيتهن محجبات، من دون عمل، غير متعلّمات، والنساء الأرامل والمعدمات اللواتي يتخذن قرارات مروّعة للعمل في الدعارة من أجل البقاء على قيد الحياة، أضف إلى ذلك النساء اللواتي يتعرضن للإغتصاب من قبل رجال الشرطة والجيش والمتعهدين.
فأجابتني:" ليس لدي أدنى فكرة عن ذلك. نحن لا نحصل على هذه المعلومات من أخبار وسائلنا الإعلامية".
إنّ التقارير والتعليقات حول المأزق المخيف الذي وقعت فيه النساء العراقيات بدأت تظهر تدريجياً، وفقاً للبحث الذي أجريه منذ ستة أشهر.
وقد حثّ التقرير المدمّر الذي نشرته مجموعة حقوق النساء العالمية "مادري" Madre في 6 آذار / مارس حول ظروف النساء العراقيات على كتابة المقالات التي صدرت مؤخراً.
وقد كتبت كلّ من انتر برس وومينز إي نيوز و OneWorld.net خلاصات عن هذا التقرير. وكتبت ذي ألبيني (نيويورك) تايمز- يونيون تعليقاً لمديرة الإتصالات في منظمة مادري يفات ساسكيند، التي أيضاً أجرت مقابلة مع البرنامج النقابي على الراديو "بين السطور". أمّا ستوكتون ريكورد في كاليفورنيا، فنشرت مقالاً لمارجي انساين، رئيس وعميد كلية الدراسات الدولية في كلية باسيفيك. وكان من الجيد رؤية هذه المسألة تُعالج في صفحات الصحف، حيث تغيب في معظم الأوقات مخاوف النساء.
الدفع بالصخرة صعوداً
في الأسبوع التالي، كتب في سان فرانسيسكو كرونيكل المستشارة السياسية والناشطة الجمهورية ايلين بادبرغ التي عملت في العراق من العام 2004 حتى العام 2006 ما يلي: " كلّ يوم، كان عملي بمثابة دفع صخرة نحو الأعلى – لأنّ شعبنا لا يستطيع أن يرى المنافع المدهشة لتوفير الفرص المتساوية للنساء… فتوفير الفرص للنساء العراقيات كان متدنياً على لائحة الأولويات بالنسبة إلى المتعهدين الأميركيين ووزارة خارجيتنا… فهم لم يواجهوا فقط نظام " الصبي القديم الجيد" في العراق، ليس بالضرورة للثقافة العربية، بل للمتعهدين الأميركيين… فالنساء العراقيات لا تملك الدعم المادي الذي تحتاجه للإستجابة لمطالب البدء بإعادة الإعمار، ولا تملك حتى شركاء أميركيين.
وقالت بادبرغ:" من خلال إفشالهن فشلنا نحن بأنفسنا. أنا أؤمن بأننّا لو احتفظنا بالتزامنا أمام لنساء العراقيات، لما كنا في الوضع الذي نحن عليه اليوم".
وقبل بضعة أشهر، انتقدت رئيسة مجلس الإدارة – المديرة العامة للصندوق العالمي للنساء كافيتا ن. راماداس بشدّة في صحيفة بالتيمور سان ادّعاء أنّ الحرب قد تحسّن حياة النساء.
وكتبت راماداس:" إنّ الصندوق العالمي للنساء والمجتمع الإنساني عرفوا منذ مدة طويلة أنّ وجود القوات العسكرية في منطقة النزاع ستزيد من الدعارة، والعنف ضدّ المرأة وإمكانية الإتجار بالنساء. بالإضافة إلى ذلك، إنّ فشل المسؤولين الأميركيين في الإصغاء إلى القادة النساء العراقيات العلمانيات أدّى إلى نشوء دستور عراقي جديد رفع القانون الإسلامي على حقوق المرأة. ولأوّل مرّة في غضون أكثر من خمسين سنة، انقلب التعامل مع حقوق النساء العراقيات على أنّهن من المواطنين المتساوين".
بالإضافة إلى الكتابة عن الحركة العكسية الإقتصادية والمدنية التي عانت منها النساء، يتمّ تركيز مزيد من الإنتباه إلى الخطر الذي يتواجدن فيه. فقد أطلق المركز الإعلامي للنساء في نيويورك حملة بعنوان " التحرك من أجل عبير"، لزيادة الوعي حول عملية إغتصاب وقتل الفتاة البالغة 14 سنة عبير قاسم حمزة الجنابي في آذار / مارس من العام 2006 ولدفع القضية نحو العدالة، وقد تمّ اتّهام خمسة جنود أميركيين ومحارب عراقي. إنّ مقاربة المركز كانت في نشر المقالات والتعليقات التي تسلّط الضوء على الظروف المميتة للنساء في مناطق الحرب في العراق.
زيادة حدّة التقارير
إنّ التقارير حول حالة النساء العراقيات بدأت تزداد حدّتها، وعمقها ووصولها إلى الناس خلال فترة الستة أشهر التي درست في خلالها القضية.
كان التقرير الأول في 28 تشرين الأول / أكتوبر لوكالة فرانس براس حول مقتل الرائدة العراقية في مجال حقوق المرأة حليمة أحمد حسين الجبري بطلقات نارية في منزلها أمام عيون أطفالها الثلاثة.
وفي اليوم التالي، كتبتب سابرينا تافرنيز في صحيفة ذي نيويورك تايمز قصة بدأتها كما يلي:" إنّ الأمور التي تفتقدها المرأة كانت تقريباً صغيرة جدا لملاحظتها في البداية".
وقالت النساء لتافرنيز انّ حياتهن كانت "تنكمش"، وتوقفن عن تنظيم أو حضور تجمّعات عائلية حتى حفلات الزفاف، ومورس عليهن الترهيب من قبل حرّاس الأمن في الوزارة العراقية التي يديرها رجال دين شيعة حذّروا النساء من نتائج ارتدائهن ملابس "غير مناسبة"، كما أصبحت النساء أقل حناناً وثقة، يخفن أكثر وينسين أكثر.
وفي 15 تشرين الثاني / نوفمبر، أفادت UPI عن مقتل صحافتين عراقيتين لما رياض وفاديا طي.
وفي 7 كانون الأول / ديسمبر، استطاع قرّاء انتر برس سرفيس النظر إلى حياة العديد من الأرامل العراقيات عبر عيون المراسلين دهر جمايل وعلي الفدحيلي.
عمليات الخطف للمطالبة بالفدية أو للجنس
بعد عقود من العنف الذي أدّى إلى أكثر من مليون رجل معتقل أو معاق أو متوفي، أصبحت الأرامل الداعم الوحيد لعائلاتهن في بلد خفّت قدراته، ولا يرغب زعماؤه الروحيون تقديم العمل للنساء. وقد استتبع الكتّاب هذا التقرير في 11 كانون الأول / ديسمبر بذكر العدد المخيف للعنف المتزايد—بما فيه عمليات الخطف للجنس أو الفدية – الذي تواجهه النساء العراقيات. وقالت أحد النساء:" يبقى معظمنا في المنزل إلا في حال خرجنا لضرورة لشراء الغذاء".
وفي 3 كانون الثاني / يناير، أفادت اسرا عبد الهادي من NPR عن "كلّ الأمور التي تؤخذ بالإعتبار" بالنسبة إلى تحديات النساء العراقيات في إيجاد الأزواج المناسبين للإقتران بهم. وقالت رينيه مونتاين: " إنّها كارثة بالنسبة إلى ثقافة تشكّل فيها العائلة والزواج تطلّعات النساء والرجال".
وأفادت اليزابيت بالمر لأخبار المساء في قناة CBS في 7 كانون الأول / ديسمبر:" هناك عدد كبير من الرجال من كافة الشرق الأوسط يتوقون إلى افتراس اللاجئات اليائسات من الحرب. والنساء العراقيات اللواتي يعشن في مخيمات لاجئين وقد هربن إلى سوريا والأردن تحولن إلى عمل الدعارة لدعم أنفسهن".
وفي 21 شباط / فبراير، كتب مارك سانتورا وداميان كاف وموظفون آخرون من صحيفة نييورك تايمز حول كيفية ظهور الناجية العراقية من عملية الإغتصاب على قناة الفضائية الجزيرة للحديث عن الجريمة ووضع حدّ لمحرّم قديم، " لا يذكر ضحايا الإغتصاب، ونادراً ما تذكره السلطات". إنّ هذه المرأة، وهي سنية، تعرّضت مباشرة للإنتقاد من قبل زعماء شيعيين قالوا إنّ اتهاماتها مجرّد دعاية.
وما جاء عبر هذه التقارير يشير كم أنّ تلك النساء وحيدات بكلّ ما للكلمة من معنى، وكم ضليعة كانت خيانة حكومتهن وحكومتنا.
ويتوجب على وسائل الإعلام السائدة والبديلة أن يبنوا على ما نشروه وأذاعوه حتى الآن، وتحتاج البرامج الحوارية الوطنية التي تُعرض أيام الآحاد بشكل خاص إبراز هذا الجانب من الحرب على العراق. حينها فقط نستطيع أن نفهم النتائج الإنسانية كلّها.
شيلا غيبونز هي محرّرة "ميديا ريبورت تو ومن" وهي مجلة إخبارية فصلية تتضمن أخبارا وأبحاثا وتعليقات حول موضوعي المرأة والإعلام. كما أنّها شاركت في كتابة " تاكينغ ذير بلاس: وثائقي عن تاريخ المرأة والصحافة"، منشورات ستراتا، والتي حازت على جائزة أفضل كتاب مدرسة من جمعية كتاب النصوص الأكاديميين، و"استكشاف وسائل الإعلام لتغيير العالم"، لورنس ارلبوم، ناشرون.
وُمينز إي نيوز ترحب بتعليقاتكم. راسلونا على العنوان التالي:
editors@awomensenews.org --------------------------------------------------------------------------------
لمزيد من المعلومات:
مجموعات حقوقية تربط وضع نساء العراق بالولايات المتحدة:
http://www.womensenews.org/article.cfm/dyn/aid/3089/ اندريا بوفا، " النساء العراقيات صامتات" :
http://www.tompaine.com/articles/2007/03/15/iraqi_women_silenced.php ايلين بادبرغ، "الولايات المتحدة فشلت في التزامها تجاه النساء العراقيات":
http://www.sfgate.com/cgi-bin/article.cgi?f=/c/a/2007/03/15/EDGC7N7B861.DTL&hw=Eileen+Padberg&sn=001&sc=1000 --------------------------------------------------------------------------------
ملحوظة: وُمينز إي نيوز غير مسؤولة عن محتوى الوصلات الخارجية، كما أن محتويات هذه الوصلات قد تتغير دون إشعار.
الرئيسية 
التسجيل 
دخول 
الجمعة يوليو 18, 2008 12:29 pm
