منتدى رياض الفتح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى رياض الفتح


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الجزائر هى الحياه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بو المير
المشرف المميز
المشرف المميز
بو المير


ذكر
عدد الرسائل : 33
العمر : 37
العمل/الترفيه : زواق
مزاجي : الجزائر هى الحياه 710
تاريخ التسجيل : 17/07/2008

الجزائر هى الحياه Empty
مُساهمةموضوع: الجزائر هى الحياه   الجزائر هى الحياه Icon_minitimeالجمعة يوليو 18, 2008 3:09 am

أدين النظام الاستعماري بدون تردّد و بين الجزائر وفرنسا قصة حب


رشّحته جميع استطلاعات الرأي ليكون خليفة جاك شيراك على رأس الجمهورية الفرنسية بمناسبة الانتخابات الرئاسية التي يجري دورها الأول غدا في انتظار الدور الفاصل يوم السادس من شهر ماي القادم· العديد من المراقبين يرون فيه الرئيس السادس للجمهورية الخامسة بعد ديغول، بومبيدو، جيسكارديستان، ميتيران وشيراك·
الصوت الجديد لليمين الصلب، نيكولا ساركوزي خاض حملة انتخابية قوية، استطاع خلالها الدفاع عن برنامجه أمام خصومه السياسيين الذين لا يقلّون حنكة· الفرنسيون ذوو الأصول الأجنبية أبدوا تخوفا منه، الأحزاب اليسارية ترى فيه خطرا على حقوق الطبقات الشعبية وبعض الأصوات في عائلته السياسية بدأت تخرج عن طاعته، لكن رغم ذلك فإنه واثق من أن دوره قد حان ليتربع على عرش الإليزيه، وترحمه على روح أبيه الروحي شارل ديغول، يوم الإثنين الماضي، هو بمثابة وعد قطعه على نفسه ليكون الخليفة الأحسن·



رغم صغر سنه، 42 سنة، إلا أنه يعتبر من الوجوه السياسية القديمة، حيث كان في رئاسيات 1981 على رأس لجنة الشباب لدعم المترشح شيراك آنذاك، بعد التحاقه بحزب اتحاد الديمقراطيين من أجل الجمهورية سنة .1974 سنة 1995 يساند ترشح إدوار بلادور ضد شيراك، ليدفع الثمن غاليا، حيث لم يعينه شيراك الفائز في حكومة آلان جوبي، وانتظر إلى غاية سنة 2002 وفوز شيراك بعهدة ثانية ليعين وزيرا للداخلية بعدما ضاعت منه قيادة الحكومة·



منذ ذلك الحين بدأ يفكر في الرئاسة، كبر طموحه·



تحدث كثيرا في الحملة الانتخابية عن العديد من القضايا، حديثه عن الجزائر كان مع ''الجزائر نيوز'' التي حاورته بباريس على بضع ساعات من لحظات الحسم، ليكشف عن تصوره للعلاقات الفرنسية الجزائرية كما يراها على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي والعلمي والأمني·



علاقات عرفت تشنجا بسبب الذاكرة والتاريخ· ساركوزي له مقاربته في ذلك، إنه رجل برغماتي، له علاقة خاصة مع الجزائر، فوالده عاش ثلاث سنوات بالجزائر، بمدينة سيدي بلعباس بين 1946 و.1948



أجرى الحوار مبعوث ''الجزائر نيوز'' إلى باريس: حسان وعلي



لنبدأ بالعلاقات الجزائرية الفرنسية، فرغم أهميتها وصلابتها عرفت في الفترة الأخيرة اضطرابات بسبب الجدل الذي وقع حول مسألة الذاكرة والتاريخ، الشيء الذي حال دون التوقيع على اتفاقية الصداقة بين الدولتين· في حال فوزكم بالانتخابات الرئاسية هل ستكونون الرئيس الفرنسي الذي يوقّع على هذه الاتفاقية؟



إن العلاقات الفرنسية الجزائرية ثرية ومكثفة، فهي تترجم عبر قوتها عن شراكة فوق العادة التي تتمناها وتسعى إليها ضفتي المتوسط· وكانت قد سنحت لي الفرصة وقلت -بالنسبة لي- إنه لا يجب حصر مسألة الصداقة بين البلدين وبين الشعبين في اتفاقية· الصداقة هي شيء نعيشه ونبرهن عليه كل يوم، فهي لا يقرر لها وليست بالضرورة بحاجة الى وشمها على الرخام ليثبت وجودها· الصداقة بين الجزائر وفرنسا هي حقيقة ملموسة وموجودة في الواقع، يعبّر عنها في بعض الأحيان بطريقة عاطفية أو مفرطة لكن هي صداقة فريدة، لا يمكن العيش بدونها·



بطبيعة الحال لا يمكن لي أن أنسى جروح التاريخ· فنحن مجروحين بمستوى الشيء الذي نحبه، هناك بين بلدينا مشكلة الحب: كيف نعبّر عنه وكيف نبرهن عليه؟



إن مسألة اتفاقية الصداقة هي أيضا قضية الذاكرة سويا، فقط يمكن تخطي الذاكرات المتطاردة والمتنافرة التي بنيناها بمر السنوات ومن ذكرياتنا المأسوية، من أجل أن نلتقي في ذاكرة نتقاسمها تكون وفية لتاريخنا المشترك في صفحاته السعيدة وحتى في تلك الصفحات المظلمة·



علينا جميعا بذل هذا المجهود وعدم ترك الضباب والخلط يسيطر على الحقيقة التاريخية·



لكن كان هناك نظام استعماري؟



يستحيل أن تجدوا فيّ مدافعا لهذا النظام غير العادل أصلا، حيث لا يوجد أي كان يستطيع صرف النظر عن اللاّعدل وعدم المساواة غير المقبولة التي سبّبها للجزائريين· لكن، في نفس الوقت، الخلط بين النظام الاستعماري وبين النساء والرجال -الذين ذهبوا نحو الجنوب وغالبيتهم لم يكونوا مستغلين- ووضعهم في خانة واحدة يعتبر خطأ خطير· فالعديد منهم كرّسوا طاقاتهم لتشييد الطرقات والمدارس والمستشفيات والفلاحة· كما أن العديد منهم لم يذهبوا إلا للعلاج والتعليم· وكان من بينهم أناس بسطاء اشتغلوا وعملوا في ظروف قاسية ولا يقوموا باستغلال أي أحد وفقدوا كل شيء· يمكن رفض الاستعمار ونبذه وأنا أدينه بدون تردّد وبدون أي تحفّظ، لكن يتوجّب علينا احترام الرجال والنساء الذين فكّروا بحسن نية في العمل لصالح أرض أحبوها كثيرا·



وماذا عن اتفاقية الصداقة في حد ذاتها، هل ستوقّعون عليها؟



بطبيعة الحال، سيأتي الوقت المناسب الذي سنتمكّن فيه الإمضاء على اتفاقية الصداقة مع الجزائر· لكن أؤكد لك أنني لا أنتظر هذه الاتفاقية لأنني أعتبر الشعب الجزائري صديقا لفرنسا، وللعمل من أجل هذا المسعى يعكف بلدانا على البناء سويا لمصير مشترك· بالنسبة لي المهم هو إحراز تقدم والتشاور مع أصدقائنا الجزائريين في مختلف القطاعات التي تشكّل علاقاتنا الثنائية بطريقة برغماتية وناجعة



في هذا السياق وفي حال وصولكم إلى قصر الإليزيه، ما هي الورشات التي ستفتحونها مع الجزائر قصد تعزيز العلاقات الثنائية؟



تعد كل من الجزائر وفرنسا شريكا اقتصاديا للآخر من الدرجة الأولى، هذه حقيقة· لكن علاقاتنا أكبر من المسائل الاقتصادية· وإن تعلق الأمر بتنقل الأشخاص والتعاون بين الشرطة ومكافحة الإرهاب، وحتى في التربية والتعليم العالي، التكوين المهني أو الصحة، فالشراكة بين بلدينا في تطور مستمر وفي الاتجاه الصحيح· ولن أنسى أيضا تبادلاتنا في القطاعات الثقافية والعلمية والتقنية، ففي سنة 2005 قمنا بتدشين المجلس الأعلى للشراكة الجامعية والبحث والمدرسة العليا الجزائرية للأعمال، وهو ما يعد خطوة معتبرة· ويتوجّب علينا الذهاب إلى أبعد من ذلك لإنشاء المدرسة العليا للطب بالجزائر العاصمة ولِمَ لا التفكير في إنشاء جامعة فرنسية جزائرية·



وأنا مقتنع أيضا أنه باستطاعتنا توسيع شراكتنا إلى مجالات جديدة، واقترحت مثلا فتح ورشة للشراكة الطاقوية، ففي الميدان النووي لدينا تكنولوجية جد متقدمة فلِمَ لا تقاسمها مع الجزائر لتستفيد منها خاصة وأن احتياطاتها في الغاز في تراجع· أظن أيضا أنه يجب علينا بعث مشروع كبير لتطوير الطاقات المتجدّدة في حوض المتوسط· وكما ترى بقي الكثير أمامنا لننجزه سويا·



تحدثتم عن الشراكة في مجال مكافحة الإرهاب في إطار شامل كما جاء في اقتراحكم المتعلق ببناء الاتحاد المتوسطي، لكن ماذا عن التعاون الثنائي بين فرنسا والجزائر في استئصال ظاهرة الإرهاب؟



بالنسبة للجزائر وفرنسا اللذان تربطهما علاقات قوية كما أوضحت، فمن الضروري إيجاد أجوبة مشتركة لكل المسائل التي تمس أمننا المشترك وأشير هنا إلى مسألة الإرهاب وأيضا إلى الهجرة السرية والجريمة بكل أشكالها وبمختلف أنواعها· ويجب الآن وأكثر من أي وقت مضى أن يتواصل التعاون الفرنسي الجزائري في هذه الميادين ويتعزز· وبمناسبة الزيارة التي قمت بها إلى الجزائر في شهر نوفمبر الماضي، في إطار مهامي كوزير للداخلية الفرنسية آنذاك، التقيت نظيري الجزائري، السيد يزيد زرهوني واتخذنا قرارات تصب في هذا السياق، خاصة فيما تعلق بمكافحة الإرهاب، لأن الخطر الإرهابي يبقى قائما والتهديد على الدولتين حقيقي·



وأشير هنا إلى أن الشراكة بين شرطة البلدين جيدة لكن بإمكانها أن تتحسن، خاصة في مجال التبادل المستمر بين المصالح وعبر تنظيم تجارب وتمارين مشتركة وهذا لا يكون إلا في مصلحتنا المتبادلة·



اقترحتم في إطار برنامجكم اتحادا متوسطيا كنسخة للاتحاد الأوربي، كيف تتصورون تحقيق ذلك علما أن الضفة الجنوبية لم تتوصّل إلى بناء تكتل بسبب خلافات عميقة؟



إن الحوار الأورومتوسطي الذي سطر قبل اثنى عشرة سنة في برشلونة لا يحقق أهدافه والفشل كان منتظرا ومتوقعا باعتبار أن التجارة سيطرت على المجالات الأخرى في الوقت الذي كان فيه من الضروري أن تعطى الأولوية المطلقة للشراكة وكان الامر يتعلق مرة أخرى بخلق جسور للتحاور بين الشمال والجنوب أكثر من أي شيء· الحدود غير المرئية التي قسّمت إلى شطرين حوض المتوسط ومنذ مدة طويلة كُرّست وبقيت لحد الآن تواصل تكريس المواجهة والمعارضة عوض توحيدهما·



لنكن صريحين ونسمي الأشياء بمسمياتها، بإدارة أوربا وفرنسا ظهرهما للبحر المتوسط ظنتا أنهما أدارتا ظهرهما لماضيهما، لكن في الحقيقة أدارتا ظهرهما لمستقبلها لأن مستقبل أوربا وفرنسا موجود في الجنوب، فمصيرنا مترابط· ويعود بناء هذا المصير المشترك الى دول البحر المتوسط· وأتمنى أن تكون فرنسا الأوربية والمتوسطية، في نفس الوقت، هي الدولة التي تأخذ المبادرة مع بقية الدول المتوسطية المنتمية للاتحاد الأوربي لبناء الاتحاد المتوسطي، كما كان الشأن سابقا في بناء الاتحاد الأوربي· هذا الاتحاد المتوسطي، الذي يجمع كل الدول المحيطة بالمتوسط وفي المرتبة الأولى الجزائر طبعا، ليعمل بشكل معمّق مع الاتحاد الأوربي حول القضايا الاستراتيجية مثل الأمن المشترك والهجرة والبيئة والتنمية المشتركة· ويكون هدفها على المدى البعيد بناء مؤسسات مشتركة بين التكتلين· وأتمنى أن يتحوّل المتوسط إلى قاطرة لتحالف كبير بين أوربا وإفريقيا حتى يتمكّن من أن يصبح في خضم هذه العولمة الثقل المضاد لأمريكا وآسيا· إنه تطلّع وطموح كبيران أتمناهما للحوض المتوسط·



أقول هذا وأنا على علم بالصعوبات الموجودة في جعل بعض دول جنوب المتوسط تتحاور فيما بينها كما أعلم جيدا بأن الامر يتطلب وقتا من أجل خلق الثقة، ولكن أعلم أيضا أن الصعوبات لا تبرر أصلا التخلي عن الطموحات، بل بالعكس فهي دعوة لبذل مجهودات أكثر ودعم المبادرات التي تسعى إلى بلوغ الهدف· فالرّهانات كبيرة تفرض علينا عدم الاستسلام، لأن المشروع طموح وهو في مستوى الرهانات ما يجعل من حظوظ تحقيق الهدف قوية وأنا متأكد من ذلك·



لنعد إلى الاقتصاد، المستثمرون الفرنسيون بالجزائر يواجهون منافسة قوية من طرف الأمريكيين خاصة في ميدان المحروقات، هل ستعملون في حال انتخابكم رئيسا للجمهورية على استرجاع المواقع التي كانوا يحتلونها في السابق؟



لست من الذين يشدّهم الحنين الى عصر ذهبي مهما كان للمؤسسات الفرنسية بالجزائر من ثقل، فبلدانا متحدان بروابط قوية ومصير البلدين مرتبط و مشترك أيضا، لكن الجزائر أولا هي موطن الجزائريين· أما الذين يشتكون من وصول مستثمرين جدد لديهم تصور ماضوي للاقتصاد، تصور أكل الدهر عليه وشرب مقداره خمسين سنة من التأخر· وأضيف أنه لا يمكن الدفاع عن المنافسة والحديث عن محاسنها عندما يتعلق الأمر بالآخرين ونكران ذلك عندما يتعلق الأمر بنا· صراحة لا أرى أي حرج في أن يستثمر الأمريكيون أو غيرهم في بلدكم· بالعكس، فذلك مفرح وفي صالح تطوير الجزائر وأرى في ذلك أيضا مؤشرا على الصحة الجيدة للاقتصاد الجزائري·



افهموني جيدا: أتمنى أن تذهب المؤسسات الفرنسية إلى الجزائر وتستثمر هناك وأن تتطور وأتمنى أن تكون كثيرة ولكن صراحة من أجل الدفاع عن مصالحنا التجارية وحصصنا في السوق أضع أولا الثقة في مؤسساتنا وفي مستثمرينا وفي خبرتهم وفي دينامكيتهم· فقوتنا الاقتصادية مرهونة بذكائهم وحنكتهم أما دبلوماسيتنا فعليها أن تساعدهم، ولكن لا أؤمن بالمنطقة المحروسة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بو المير
المشرف المميز
المشرف المميز
بو المير


ذكر
عدد الرسائل : 33
العمر : 37
العمل/الترفيه : زواق
مزاجي : الجزائر هى الحياه 710
تاريخ التسجيل : 17/07/2008

الجزائر هى الحياه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجزائر هى الحياه   الجزائر هى الحياه Icon_minitimeالجمعة يوليو 18, 2008 3:10 am

على هامش أحد الملتقيات التاريخية التي عقدت في الجزائر في العقد الثاني بعد الإستقلال سنة 1962 ، أبى بعض المفكرين الجزائرين القيام بتنظيف التاريخ الثوري الجزائري خاصة ، و العربي و الإسلامي عامة و مراجعته و تدوينه من جديد ، و تصفيته من جميع ما علق به عن روية للحد من كل أنواع التزييف الإستعماري الذي كان ينظر له على أنه بذرة إستطانية أبتكرت حديثا بصفة إرتجالية و كإجراء مضاد سريع للإبقاء على جذور الإستعمار داخل جسد الأمم ، و أيضا جاء هذا التفكير في تدوين التاريخ للإستفادة من تجاربه في بناء حاضرنا و مستقبلنا في الجزائر و المغرب العربي الكبير و العالم الإسلامي الأوسع .

ولبدأ مرحلة جديدة متجددة كدولة في طريقها للنمو صورتها طبق الأصل لجميع الدول العربية المستقلة حديثا كان يجب تحديد معالم الهوية الحقيقة للشعوب الثائرة من أجل الحرية و الشعوب التي مازالت محتلة و لم تجد الطريق الأنسب لتصفية إستعمار بعض الدول التي أبت أن تواصل إستعبادها للبشر بوضع العالم أمام الأمر الواقع و رفض التراجع عن أساليبها التقليدية القديمة و الإنتقال لطرق تبدو أكثر حضارة لإستعباد الدول على غرار العديد من القوى الإستعمارية السابقة ..
من أجل هذا و ذاك قرر بعض المفكرين الجزائرين بعد إجتماعهم المنعقد سنة 1971 في ولاية وهران غرب العاصمة الجزائر اللجوء لوجدان الإنسان و تقليدا لسيرة أسيادنا عليهم السلام و رضوان الله و تكريسا لمبدأ إخلاصهم للثقافة العربية الأصيلة التي درسوها ودرّسوها تحت وطأة الإستعمار الرافض بقوة السلاح لهذه المقومات ، و في سابقة تاريخية و بادرة يشكرون عليها عرضوا الفكرة على المناظل الكبير ، الشاعر الملهم ، شاعر الكفاح الثوري السياسي ، و شاعر الكفاح الثوري المسلح ، المجاهد ، الأستاذ مفدي زكريا ، صاحب الأناشيد الوطنية <من جبالنا طلع صوت الأحرار> سنة 1932 ، و <فداء الجزائر روحي و مالي> سنة 1936 ، والنشيد الرسمي للجزائر <قسما> سنة 1955 ، و <أعصفي يا رياح> و نشيد جيش التحرير الوطني ، و نشيد العمال ، و نشيد الطلبة ، و اللهيب المقدس ... ( معظم هذه الناشيد كتب كلماتها في سجن الإستعمار) طلبوا من هذا "الرجل" أن يقوم بلم تاريخه الشعري و الثوري معا و كتابة نشيدا جديدا يجمع فيه جمال روائعه السابقة و يشمل تاريخ الجزائر من أقدم عصورها حتى اليوم ، مركزا فيه على مقاومتها مختلف الإحتلالات الأجنبية ، و على العهود الحضارية الزاهرة المتعاقبة ، و أيضا حاضر الجزائر آنذاك و مستقبلها في كفاحها لإسترداد جميع ثرواتها و مقوماتها و شخصيتها و حصانتها -لأن في ذلك الوقت كان المجتمع الجزائري لا يزال يتنفس جرثوم الإستعمار الفرنسي لتشبثه في مختلف أجهزة الدولة الحساسة- ، و كل هذا من أجل بناء مجد جديد لجزء من أمتنا و لحفر صورة بشاعة الإستعمار في ذاكرة أجيالنا و لفضحها أمام العالم الذي كان يعاني من حساسية هذا الموضوع للإنتشار الكبير للمد التحرري و وعي الشعوب و تكريس مبدأ بدأ تكرس في تلك الفترة و هو مبدأ تقرير مصير الشعوب .
و فعلا قبل مفدي زكريا العرض على أن يساعده صاحبا الفكرة الرئيسيين و لا مانع لذكر أسمائهما : عثمان الكعاك و مولود قاسم نايت بلقاسم ، هذان الرجلان كانا بمعية مفدي زكريا أجزاء مكملة لبعضها البعض بتواصلهم و تعاونهم على صنع التاريخ من جديد ، بدأوا العمل بوضع المقاطع التاريخية و كانوا يتهاتفون ليلا –خاصة- و يعود الهتاف الليلي لمفدي الذي يكون في تلك الأثناء ينظم الأبيات ، و عندما يتوقف عند نقطة تاريخية ما ، و يريد التأكد و الإطمئنان عليها ، يهتف من الرباط(المغرب) -حيث كان مديرا لجامعة شعبية- لأحد خلاّنه في هذا الكفاح (مولود قاسم في الجزائر و عثمان الكعاك في تونس) .. فضلا عن الجهود المعتبرة للخطاط الأستاذ عبد المجيد غالب الذي كان يتلقى صفوة العمل أولا بأول لحفر بها مسامات قرطاسه مشيدا بذلك جهد الجميع ... هكذا كان الحوار الثلاثي الليلي عن تاريخ الجزائر.. بالذات ..و بصفة أخص ، و عن التاريخ المغربي عموما ، و عن التاريخ الإسلامي بصفة أعم بين هذه العواصم المغربية الثلاثة لتستقر النتيجة ، و تتركز ، و تسجل ، و تخلد في العاصمة الجزائر مقر الملتقى السادس للفكر الإسلامي الذي أعتبر نقطة إرتكاز و المنطلق لتشع منه جهود المثلث المغاربي المتمثل في الرجال الثلاثة لجموع الشعوب المغاربية و الأمة الإسلامية ، و لتخلد خلود الإنسان .
و هكذا نشأت "" إلياذة الجزائر"" إذن ، و نمت و ترعرعت و وصلت في ظرف بضعة أشهر إلى 910 أبيات رتلها أو بالأحرى أنشدها مفدي بصوته الأجج و نبراته الحادة و سخرياته المعتادة و إنفعاله الثوري في إفتتاح المتلقى السادس للفكر الإسلامي في قصر الأمم يوم 13 جمادى التانية 1392ه الموافق ل 24 يوليو 1973م أمام أكثر من ألف طالب من القارات الخمس بحضور رمز من رموز الجزائر الحديثة الرئيس هواري بومدين ، الذي إستقبل مفديا في مكتبه بالرئاسة إستقبال الأبطال إثر إختتام الملتقى و عبر له عن كل إعجابه بالأثر الخالد الباقي .

بعد ذلك واصلت الإلياذة مسيرتها بروح ناظمها إلى أن بلغت الواحد بعد الألف بيت (1001) أو الألف يوم و يوما من الأيام الخالدة ، في تاريخ هذه الامة الخالدة و الخلود لله ، -و العرب كانت تسمي التاريخ "الأيام" -
و بالفعل لقد كان للتاريخ نكهة سحرية يسهل على الجميع حفظه و قراءته و تعليمه منذ تجسيد إلياذة الجزائر واقعا ملموسا ، فقد إعتمد مفدي تقسيم الإلياذة إلى جزئين ، قسم الجمال و الذي يصور فيه الجمال الطبيعي للبلاد ، و قسم الجلال ، أي المجد التاريخي ، مع تداخل القسمان معا أحيانا ، لذلك اعتبرت الإلياذة أحسن سجل لتاريخ الجزائر حتى اليوم و إذا ما كتب هذا التاريخ يوما ما بصفة كاملة و شاملة ، فستبقى إلياذة الجزائر أروع تاريخ للجزائر و أكثره وقعا في النفوس و أسهله حفظا و تذكرا ، لذلك يطيب لي ولكل من يرى في هذا الرجل صورة للرجولة الحقة أن أقول : رحمك الله يا مفدي و أسكنك فسيح جنانه فأثرك الباقي هذا كالصدقة الجارية تغنيك عن كل الدنيا لتقابل وجه الله بكل الرضى ، صحيح أنت لم تمت شهيدا في ساحات الفدى لكنك فعلتها و أستشهدت بين سطور .......... ""إلياذة الجزائر"
...هذه بعض المقاطع المتفرقة من الإلياذة كما جاءت في مقدمة كتاب إلياذة الجزائر و كما إستقيت هذه الأسطر ، طبعا على أن أكتبها كلها و على مراحل .
و للملاحظة فقط إلياذة الجزائر تتكون من مقاطع صغيرة وراء بعض لا يفصلها شيء عن بعضها سوى "لازمة" ، كل مقطع بعشر أبيات إلا مقطع واحد و ذلك عن قصد و عندما نصل إلى هذا المقطع سأوضح ذلك ..

بدأها مفدي هكذا :

جزائر يا مطلع المعجزات و يا حجة الله في الكائنات
..
...
جزائر يا بدعة الفاطـــــر و يا روعة الصانع القـــــــادر
و يا بابل السحر ، و من وحيها تلقب هاروت بالســـــاحر
...
..
و أوقفت ركب الزمان طويلا أُسائله : عن ثمود... وعاد...
و عن قصة المجد ... من عهد نوح وهل إرم ... هي ذات العماد؟
فأقسم هذا الزمان يمينا و قال : الجزائر .. دون عنـــــاد
..
....
وطالت خرافات حرب الكلام و ما بلغ الشعب فيه المرام
فآمن بالنار من عرفوها و من كاشفتهم بسر النظام (1)

*(1)إشارة إلى منظمة الإجرام " أو أس" المنشأة عام 1947 كإجراء تعسفي ضد غضب الشعب الجزائري تباعا لما جاء في السنوات الأخيرة و منها أحداث 8 ماي 1945 أين كانت فرنسا قد وعدت الجزائر بالحرية إذا ما ساعدها شعبها في مكافحة النازية ، و طبعا أخلفت فرنسا بوعدها مما أدى إلى مسيرات في كامل أرجاء البلاد قابلتها فرنسا بحنية فائقة و بعقل يعبر عن مدى حضارة فرنسا ... الحصيلة 45000 شهيد في يوم واحد (45 ألف في يوم واحد :mad: )

نوفمبر جل جلالك فينا ألست الذي بث فينا اليقينا ؟
* نوفمبر هو الشهر الذي إندلعت فيه الثورة الجزائرية عام 1954
...
جمعنا لحرب الخلاص شتاتا سلكنا به المنهج المستبينا
و لولا إلتحام الصفوف وقانـــا لكنا سماسرة مجرمينـــــــا(2)

*(2) إشارة إلى جبهة التحرير الوطني التي ضمت جميع الحركات الوطنية يمختلف آرائها في طرق الكفاح في حركة واحدة مسلحة قادت الجهاد حتى إسترجاع السيادة و الإستقلال ، و نصيحة للإخوان الفلسطينيين بتحقيق مثل هذا الإنصهار الذي يعتبر الحل الوحيد لمكافحة الإحتلال بجسد واحد قوي برأيه و إصراره .

فليت فلسطين ... تقفو خطانا و تطوى-كما قد طوينا- السنينا
و بالقدس تهتم .. لا بالكراسي تميل يسارا بها و يمينا ...
....
........
بلادي ، بلادي ، الأمان الأمان أغني علاك ، بأي لسان ؟
جلالك تقصر عنه اللغـــى و يعجزني فيك سحر البيان
إليك صلاتي ، و أزكى سلامي بلادي ، بلادي ، الأمان لأمان
شغلنا الورى ،و ملأنا الدنا
بشعر نرتلـــه كالصــــــلاة
تسابيحه من حنايـا الجزائر
محترمكم نزار:rolleyes:

--------------------------------------------------------------------------------

nizar09-01-2002, 01:42
إلياذة الجزائر

جزائر يا مطلع المعجــــــــــزات و با حجة الله في الكائنـــــات
و يابسمة الرب في أرضــــــــه و يا وجهه الضاحك القسمات
و يا لوحة في سجل الخلــــــو د تموج بها الصور الحالمـــــات
و يا قصة بث فيها الوجــــــــود معاني السمة بروع الحيـــاة
و يا صفحة خط فيها البقــــــــآ بنار و نور جهاد الأبــــــــــــاة
و يا للبطولات تغزو الدنـــــــــــا و تلهمها القيم الخالـــــــدات
و أسطورة رددتها القـــــــــرون فهاجت بأعماقنا الذكريــــات
و يا تربة تاه فيها الجــــــــــلال فتاهت بها القمم الشامخات
و ألقى التهاية فيها الجمـــــال فهمنا بأسرارها الفاتنـــــــات
و أهوى على قدميها الزمــــان فأهوى على قدميها الطفـاة

اللازمــــــــة
شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصٌــــــــــلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر

جزائر يا بدعة الفاطــــــــــــــر و يا روعة الصانع القـــــــــادر
و يا بابل السحر ، من وحيهـا تلقب هاروت بالساحــــــــــر
و يا جنة غار منها الجنـــــــان و أشغله الغيب بالحاضـــــــر
و يا لجة يستحم الجمــــــــــا ل و يسبح في موجها الكافر (1)
و يا ومضة الحب في خاطري و إشراقة الوحي للشاعـــــر
و يا ثورة حار فيها الزمـــــــان و في شعبها الهادئ الثائـــر
و يا وحدة صهرتها الخطــــــو ب فقامت على دمها الفائـــر
و يا همة ساد فيها الحجــى فلم تك تقنع بالظاهـــــــــــــر
و يا مثلاً لصفاء الضميــــــــــر يجل عن المثل السٌائـــــــــــر
سلام على مهرجان الخلــود سلام على عيدك العاشـــــر(2)

شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصٌــــــــــلاة
تسَابيحه من حَنايَا الجزائر

(1) الكافر هنا بمعنى الساتر و منه قوله تعالى" يعجب الزراع ليغيط بهم الكفار" و قول إمام العاشقين عمر بن الفارض يخاطب الحبيب و الليل :
لي فيك أجر مجاهــــــــــــد ان صح أن الليل كافــــــــــــر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجزائر هى الحياه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى رياض الفتح :: المنتدى الادبي :: قسم الشعر بنوعيه الفصيح والشعبي-
انتقل الى: