رسالة فلسطين إلى القدس
قدسي العزيزة الكريمة الجميلة العطوفة الصبورة
السلام عليكي -- سلام الأقوياء وسلام الشجعان
أما بعد :-
يا قدس يا حبيبتي ماذا أكتب لك وماذا أقول عنك ؟
أنت الحسناء الزهراء الغراء أنتي عروس فلسطين
لو أردنا يا حبيبتي أن نكتب عنك ـ فتجف الأقلام وتمتلئ الكراسات وترهق الأيادي
ولو أردنا أن نقول عنك - يرهق اللسان وينتهي الكلام
حبيبتي يا قدس ماذا أفعل بعد كل ما فعلت
حبيبتي أنا تعبت لأجلك وسهرت لأجلك
حبيبتي قدمت من أبنائي الكثير لأجلك
ولكن قدسي العزيزة اعلمي أن لكل قصة نهاية ولكل صبر فرج ولكل حلم نهاية
حبيبتي سمعت نداءك ، سمعت صراخك ، سمعت رجاءك ، سمعت أنينك ، سمعت صوتك الحزين
اعلمي أن وراءك شعب الجبارين شعب فلسطين ـ شعب مدافع وجيل مكافح
حبيبتي أنتي عذراء فلسطين وإنتي الخضراء على الطين وأنتي نجم على الجبين
حبيبتي أنت يا من بارك الله فيكي تحزني ، وأنتي يا مسرى النبي ترى تهون وتصغر وأنت يا ثالث الحرمين تتألم
وأنت يا أول قبلة للمسلمين الدموع منك تنهمر
ولكن مهلا يا صديقتي
اعلمي أن وراءك أطفال قارنوا الحجارة بالسلاح واعلمي أن وراءك طيور أبابيل ترمي عدوك حجارة من سجيل
واعلمي أن وراءك شباب التحقوا لأجلك مع الصدقيين
اليك وحدك يا قدس
.اليك وحدك يا قدس , اقول لك كل المهج , والقلوب وتحنو لرؤياك لبلسمة الجراح على ثراك , ماذا اقول فيك مهبط الرسالات وملتقى الأنبياء ؟ بين احضانك ولد المسيح , وفوق اجنحتك عرج الحبيب المصطفى الى السماء .
وانت ..... انت ... خلق الله المبارك , تقدست فسموك القدس وتباركت فكنت الأرض المباركة حنيني اليك يفوق كل حنين وانيني عليك يفوق كل انين........
اليك وحدك يا قدس اقول يا اولى القبلتين وثالث الحرمين , ادنسك اعداء الدين !! لا......... لا والف لا , فتراب ارضك طهر الملايين.
وفيك الكرامة والأباء, اطفال الحجارة والعطاء , قدموا الأرواح وخيرة ما يملكون فداء ,عز عندهم المدفع فلم ييأسوا فساروا طريق الشرفاء . وانا وحدي قابع في غربتي وشتاتي وعزلتي يحاكيني القهر ويسامرني الشقاء . ماذا افعل ؟ وماذا اقول ؟ وحدك يا قدس خفقان قلبي يعلن عن حبي ..يعلن عن موتي ... يعلن عن صمتي .... سواد الليل نور نقتبسه في غياب العظماء وولادة الموت عز نرتشفه امام اعين الجبناء . فماذا اقول ؟ وماذا اكتب ؟ اليك وحدك يا قدس يا حبيبة الغرباء وملقى الأحباء , فحياتي في المنفى كهيئة الحياه وموتي على ثراك بداية الحياه . انت لا تعلمين كم احلم بك ... كم اتمنى رؤيتك .. شاهدتك على التلفاز , نعم شاهدتك في الصور , نعم ... طبعتك في قلبي , نعم حفرتك على صدري , نعم ...
ولكني اتوق شوقا" للعيش بين ربوعك , استنشق هواءك العليل واستظل بفيئك الظليل, فهل اشتياقي يعاقبني عليها العالم الأسير ؟ وهل حلمي شيء مستحيل؟
فماذا افعل ؟ سوى انني اليك وحدك يا قدس اقول , لأن مناشدة العالم الأصم لا يهم , ومحاورة العالم الأعمى لا يهم, ومجاراة العالم الكسيح لا يهم .
من اجل كل هذا , ولأن الكون باسره ارادنا شعبا" بلا هوية وجسدا" بلا حرية , ستبقى رمزا" للعنفوان , وسيبقى قلمي يكتب خواطري وكل ما يجول في صدري , اليك يا قدس يا حبيبة الغرباء وملقى الأحباء.